تقرير: الكشف عن الجهة التي فككت الجيش اليمني (الجزء الثالث) 'تقرير: الكشف عن الجهة التي فككت الجيش اليمني (الجزء الثالث)'
منذ قيام النظام الجمهوري مطلع ستينات القرن الماضي استطاع اليمن بناء جيش يمني وزاددت قوته بعد تحقيق الوحدة اليمنية عام ١٩٩٠م، حيث تم دمج المؤسستين العسكريتين في جنوب اليمن وشماله في إطار مؤسسة واحدة .
واستطاع الجيش اليمني من الحفاظ على نفسه بعد حرب صيف 1994م ، وتطورت قدراته حتى جاء ترتيبه 43 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم لعام 2013 ، التي يعدها سنوياً موقع جلوبال فاير باور المتخصص في مجال التسلح وفي المرتبة الخامسة عربياً بعد مصر والسعودية والجزائر وسوريا،لكن هذه المؤسسة تراجعت عام 2015م ولم تستطيع القيام بعملها حتى الآن ، وفي الجزء الثالث من هذا التقرير سنحاول الكشف عن الجهة التي تسببت في تدمير الجيش اليمني ، وكنا قد تناولنا في الجزء الأول والثاني معلومات عن المؤسسة العسكرية اليمنية ، وهيكلية الجيش بعد مغادرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح السلطة ، وفي الجزء هذا سنقوم بعرض وتفاصيل عن الجهة التي فككت الجيش اليمني، بعيدا عن الاتهامات التي يوجها المتحزبون تاره للرئيس السابق صالح وتاره اخرى للرئيس هادي او لاحزاب بعينه سواء حزب المؤتمر أو التجمع اليمني للاصلاح .
لقد كانت المؤامرة اكبر مما يتصورها البعض وتمت عمليه اعدادها في مجلس الأمن الدولي وتم ايكال مبعوث الامم المتحدة وسفراء الدول الخمس الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ، مهمة عملية تفكيك الجيش اليمني .
ويعتمد المحققون في البحث عن المتهم من خلال تتبع ومعرفة من المستفيد الأول ، بينما يتم استبعاد الاطراف الاخرى ، والمستفيد من تفكيك الجيش هي الدول التي تسعى لتحقيق مكاسب مالية من خلال بيعها للاسلحة أوالوصول إلى تحقيق مشاريعها في المنطقة.
لقد كان اليمن اذا هو الضحية وخاصة القوات العسكرية الوطنية والتي تؤمن بالنظام الجمهوري والوحدة اليمنية كثوابت وطنية ، لقد تفرقت اذا ايادي سبأ والمتمثلة في انقسام الولاءات بين ثلاثة اجنحه، الجناح الأول والأكبر يتبع الرئيس السابق علي عبدالله صالح حتى بعد مغادرته السلطة ، والجناح الثاني يتبع اللواء الركن علي محسن الأحمر ، بينما الجناح الثالث كان يتبع الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو الأضعف والأقل ولاء ولا يخفي ذلك الرئيس هادي ويتحدث عن ذلك بصراحة ، وفي إحدى كلاماته تكلم صراحتا في خطاب متلفز له قال ” صحيح انا كنت نائب لرئيس الجمهورية لكني لم استطيع حتى تغيير قائد كتيبه بل وحتى قائد سرية .
لقد كان الرئيس هادي يحاول ايصال رسالته للشعب وخاصة للشباب المطالبين بتغيير النظام ان عليهم الصبر وتحكيم العقل حتى يستطيع القيام بالتغيير والذي يحافظ على النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة لقد كان هادي يدرك ان التغيير المدروس والبطي هو الطريق الصحيح ،كما انه يدرك ان التغيير يجب ان يكون مرضي للجناحين الأول والثاني في الجيش .
كما ان الرئيس هادي كان يدرك ايضا عدوم وجود له ولاء في منطقة الطوق والتي تسيطر عليها قبيلتي حاشد وبكيل وهو مايؤكده الدكتور صالح باصره عندما قال ان القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء تقف ضد أي رئيس لاتوجد له امتدادا لها، لكن الرئيس هادي حاول ان يكسب رضاء هذه القبائل فأجتمع بكبار مشائخ القبائل اكثر من مره وحاول اكتسابهم بالمال ،كما انه كان يحاول ان لايصتدم بهم حتى انه كان يرجع للعرف القبلي لحل مشاكل الدولة مع القبائل ونستدل بقضية تحكيم اهل خولان ودفع لعهم مبالغ كبيرة جدا من المال في قضية مقتل اثنين من ابناء القبيلة في خلافات بنقطة عسكرية في محافظة صنعاء ، كما ان الرئيس هادي حكم العقل بعد قيام رجال هولان باحراق المدرعات العسكرية التابعة للنقطة الامنية.
بلي الرئيس هادي وقبله الرؤساء السابقون بمشائخ قبائل متطفلون واستغلاليون يحاولون استخدام العصبية القبلية لكسب المال ، كما انهم من ساهموا بدون وعي باسقاط مؤسسات الدولة ابتدأ من حكم الرئيس إبراهيم الحمدي ، والغشمي ، وصالح حتى الرئيس هادي .
لقد كانت القبلية اذا عبء على المؤسسة العسكرية سواء في شمال اليمن أو جنوبه وتجربه حرب ١٩٨٦م في الجنوب خير شاهد عندما هزمت القبيلة الدولة وحولت الصراع على السلطة إلى صراع مناطقي .
وفي هذا التقرير سنحاول الكشف عن المؤامرة على الجيش اليمني وكيف تم تحييد القبيلة اليمنية وقيامها بفتح ممرات آمنه للحوثيين وعدم مشاركتهم في الدفاع عن النظام الجمهوري.
بدأت فصول المؤامرة على الجيش اليمني بعد زيارات المبعوث الاممي لليمن والذي مارس بمعيه سفراء بعض الدول الكبرى رسم وتنفيذ هذه المؤامرة .
بدأت تحركات المخطط الخارجي التنفيذ بعدة ضغوطات على قادة الجيش بحجة محاربة الأرهاب فتم افتعال عمليات ارهابية وتفجيرات انتحارية سواء ضد قوات الجيش ومنها تفجيرات السبعين والتي اودت بحياه العديد من ضباط وافراد من الأمن المركزي ، أو عملية ذبح الجنود في حضرموت ، وكذلك العمليات الارهابية بعد استهداف بعض المساجد ، لقد كانت هذه العمليات مدفوعه خارجيا ولاتوجد في ثقافة اليمنيين سواء كانوا سنة او شيعة مثل هذه الاعمال .
لقد كانت حجة محاربة الرهاب هي الدافع القوي لتفكيك الجيش اليمني وذلك من خلال ممارسة الخارج ضغوطات على جميع اجنحة الجيش فتم اقناع الرئيس هادي بعدم التدخل في دماج وعدم اعتراض الحوثيين لانهم الوحيدون القادرون على محاربة الأرهاب ولو تدخل الرئيس هادي لتم اتهامه بدعم الارهاب .
لقد كانت فصول المؤامرة اذا تقوم على استراتيجية التخلص من الرئيس السابق علي عبدالله صالح وخاصة بعد اتهامه في تقرير للخارجية الامريكية عام ٢٠٠٨م بانه غير جاد في محاربة الأرهاب وخاصة بعد رفضة بتوجيه مثل هذه التهم للشيخ عبد المجيد الزنداني أو لجامعة الايمان بعد اتهامها بتفريخ الأرهاب ، كما ان صالح رفض ايضا توجيه مثل هذه التهم لبعض قادة الجيش امثال اللواء علي محسن الأحمر .
لقد ادركت المؤامرة الخارجية على الجيش اليمني ان جماعة الحوثي هي الوحيده القادرة على تنفيذ اجندتها نظرا للاختلاف الايدلوجي بينها مع الجماعات السنية وخاصة السلفية منها ورأت الولايات المتحدة ان الحوثيون هم من سيحقق لهم مالم يستطيع الرئيس السابق صالح منذ تعاونهم معه عام ٢٠٠٢م حتى عام ٢٠١١م في محاربة الأرهاب .
لقد كانت الولايات المتحدة تدرك حجم والتكاليف الباهضة لمتابعة الارهابيين بطائراتها بدون طيران منذ تنفيذها لأول عملية عام ٢٠٠٢ م ضد عناصر ارهابية في مأرب .
تم اقناع قوات الجيش اليمني بالحيادية وان مايقوم به الحوثيون هو من اجل محاربة الأرهاب ابتدأ من دماج بمحافظة صعدة ووصولا إلى ضرب جامعة الايمان وقبلها وبعدها تفجير العديد من المعاهد الدينية .
لقد اشرفت الدولة على عمليات تهجير دار الحديث بدماج واقتاح حتى معسكران الدولة بعمران وهو ماجعل البعض يستغرب في حيادية بعض وحدات الجيش اثناء محاصرة اللواء حميد القشيبي وضرب اكبر معسكر مدرعات والحصن المنيع لحماية العاصمة صنعاء من الشمال .
لقد تحركت قوات الحوثي بمساعدة الطائرات الامريكية بدون طيار في ضرب اماكن تواجد السلفيين بعد توجيه تهمه الارهاب لهم .
وفي الفصل الرابع سنتكلم على بقية المؤامرة ضد الجيش اليمني والتي استطاعت في تحييد قوات الجيش ورجال القبائل التابعين للرئيس السابق صالح .
مصدر الخبر: akhbr-alyemen