غالبية المصابين بفيروس كورونا نقل إليهم المرض، عبر أشخاص احتضنوه ولم تظهر عليهم أعراض الوباء القاتل
وضع العلماء في عدة دول أيديهم على أحد أبرز أسباب انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد في دول العالم، بعد حالة الحيرة التي انتابتهم خلال البحث وراء الانتشار السريع للمرض القاتل، واقتراب عدد المصابين به على مستوى العالم من المليون شخص، وهو أن مئات الآلاف يحملون الفيروس دون ظهور أي أعراض عليهم وينشره بين مخالطيهم.
وأعلنت الجهات الطبية الأمريكية في دراسة حديثة، أن البيانات الجديدة أكدت على أن غالبية المصابين بفيروس كورونا نقل إليهم المرض، عبر أشخاص احتضنوه ولم تظهر عليهم أعراض الوباء القاتل، الأمر الذي يؤكد أن تعليمات التباعد الاجتماعي والالتزام بالحجر الصحي المنزلي أسهل طرق الوقاية من الإصابة بالمرض، وهو ما يستدعي تشديد الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء قناع واقي تماما.
وقال الدكتور روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، في لقاء بثته هيئة الإذاعة الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية، إن قرابة 25% من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، ربما لا تظهر عليهم أي أعراض تشير إلى احتضانهم الفيروس القاتل.
وأشار إلى أن هذه النسبة من الأشخاص تفسر التفشي والانتشار السريع الذي شهدته دول العالم لفيروس كورونا الجديد، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت بؤرة رئيسية للوباء المقاتل، قائلا إن هذا الرقم الضخم من المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض، الذي يقدر بمئات الآلاف حول العالم، ربما يعقد الجهود للتنبؤ بمسار الوباء والاستراتيجيات المتبعة للحد من انتشاره.
وتؤدي هذه التقديرات الجديدة إلى إعادة النظر في التعليمات التي أعلنتها مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة، بحيث تضيف مزيدا من الأشخاص إلى دائرة مرتدي الأقنعة الطبية، وذلك بعد أن كانت هذه الوكالة الحكومية الأميركية قد قالت إن الشخص العادي لا يحتاج إلى ارتداء القناع، ما لم يشعر بأعراض المرض.
أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ذكرت أن الباحثين لا يعرفون بدقة عدد الأشخاص المصابين بالفيروس من دون الإحساس بأعراضه، لكن منذ ظهور الفيروس في ديسمبر الماضي رصدوا العديد من الحالات المقلقة لأشخاص أصحاء نشروا العدوى من دون قصد.