يدل مصطلح السياحة الدينية الى الخروج من بلد الى بلد اخر بنية زيارة مكان مقدس في معتقدات شخص ما،
- الاردن والسياحة الدينية:
- فترات تطور السياحة الدينية في الأردن:
- مقامات وأضرحة الصحابة رضوان الله عليهم في الاردن:
يدل مصطلح السياحة الدينية الى الخروج من بلد الى بلد اخر بنية زيارة مكان مقدس في معتقدات شخص ما، مثل زيارة الأديرة وأضرحة الأولياء الصالحين والمساجد والكنائس والأماكن الطبيعية مثل الجبال والأنهار والوديان التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس لديانة الشخص. تعتبر السياحة الدينية قديمة قدم الحضارات الانسانية وقد قد عرفها الناس منذ عهود غابرة حيث كانوا يقدمون القرابين ويصلون بخشوع في المكان الذي يعتبرونه مقدسًا. في الإسلام لا شك أن قبلة المسلمين مكة المكرمة والمدينة المنورة التي تضم قبر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هما أشهر مكانين للسياحة الدينية لدى المسلمين والتي تسمى بالحج والعمرة.
الاردن والسياحة الدينية:
نظرًا لموقع الأردن في منتصف الطريق بين الأماكن المقدسة والدينية وكونها مكانًا نزل به الأنبياء والرسل منذ القديم فقد كان ولا يزال مزارًا شائعًا لمحبي السياحة الدينية من جميع الأديان والمعتقدات. يقع الأردن بين القدس الشريف المدينة المقدسة للأديان السماوية الثلاث وبين الحجاز أرض مكة المكرمة والمدينة المنورة وهما أصل السياحة الدينية والحج عند المسلمين. هذا الموقع الاستراتيجي جعل الأردن منذ زمن بعيد معبرًا لجميع المتدينين الراغبين في زيارة أماكنهم المقدسة. ألف العديد من المستكشفين كتبًا عن المواقع الدينية في الأردن أهمها كتاب الأرض المقدسة الذي يبين بوضوح وبدعم بالخرائط والصور مواقع السياحة الدينية في الأردن بمختلف الأديان والمعتقدات من جميع الحضارات والعصور. يمكن لجميع الراغبين في زيارة المعالم السياحية الدينية في الأردن، تتوفر حجوزات فنادق المسافر بأسعار مميزة ومرافق مريحة وخدمة ممتازة.
يزور الأردن سنويًا ملايين السياح بغرض زيارة الأماكن الدينية المتواجدة على امتداد البلاد. رغم أن هذه الزيارات موسمية فقط إلا أنها تتكرر كل سنة ويزداد عدد المقبلين عليها كل سنة. ولكن مع الأسف، لا تحظى السياحة الدينية بنفس القدر من الاهتمام مع نظيراتها من السياحة الثقافية والتاريخية رغم أنها يمكن أن تندرج ضمن السياحة الثقافية، لكون الدين جزء لا يتجزأ من هوية وثقافة البشر. كما يمكن للسياحة الدينية في الاردن ان توفر مبالغ مالية هامة للدولة بالعملة الصعبة لو تم الاهتمام بها بالقدر الكافي وتوفير البنى التحتية والترويج الإعلامي المستحق. في انتظار ذلك تبقى معالم السياحة الدينية في الأردن تنتظر التفاتة أكبر من المسؤولين.
فترات تطور السياحة الدينية في الأردن:
الفترة الأولى (1921-1952): خلال هذه الفترة كانت اغلب الاماكن السياحية الدينية مجهولة لدى الكثير من الناس بسبب الإهمال وضعف طرق الترويج والتعريف بهذه المناطق. كانت السياحة الدينية الوحيدة المتوفرة هي طريق عبور الحجاج من الشام نحو البقاع المقدسة.
الفترة الثانية: (1952-1967): شهدت هذه المرحلة الوحدة بين الضفتين الغربية والشرقية وقد برز معلمان للسياحة الدينية في تلك الفترة هما المسجد الأقصى الذين كان يستقبل الزوار المسلمين من كل أنحاء العالم ومدينة بيت لحم التي تعتبر مزارًا سياحيًا شائعًا للنصارى. رغم توفر معالم سياحية دينية أخرى في الضفة الشرقية إلا أنها لم تحظى بالاهتمام والشهرة في هذه الفترة.
الفترة الثالثة (1967-1999): أدى انفصال الضفة الغربية عن الأردن الى خسارة المملكة لكل المعالم السياحية الدينية التي كانت تديرها هناك والتي كانت توفر مبالغ مالية معتبرة من العملة الصعبة. وهذا ما أدى بالادارة العامة للبلاد الى تهيئة وتطوير المعالم السياحية الدينية في الضفة الشرقية حيث تم تشكيل هيئة ملكية لترميم مواقع السياحة الدينية وعلى رأسها مقامات الصحابة رضوان الله عليهم.
الفترة الرابعة (1999-2020): زاد الاهتمام بالمواقع السياحية الدينية في الأردن خلال هذه الفترة عبر إعادة التأهيل والترويج للمناطق، ووضعها على الخريطة العالمية للسياحة الدينية. كما عملت الحكومة على تشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية في هذه المناطق بغرض استقبال أكبر عدد ممكن من الزوار وتوفير الظروف الملائمة لهم.
ساهم المناخ المعتدل طيلة السنة وكثرة المواقع الدينية لجميع الأديان السماوية والعهد القديم، الى جعل الاردن وجهة سياحية مناسبة ومطلوبة في السوق العالمي للسياحة الدينية. كما أدى الاهتمام والتطوير الذي شهدته مواقع السياحة الدينية المكتشفة،الى زيادة عدد الزوار القادمين الى الاردن من مختلف البلدان والأديان. كما تعمل وزارة السياحة والآثار الأردنية على اكتشاف المزيد من المواقع المحتملة، عبر إجراء حفريات في مناطق مختلفة من البلاد والتي يمكن ان تخبئ كنوز تاريخية ودينية تحتها.
وفي خضم مرحلة تطوير المواقع السياحية الدينية لاستقبال الزوار، ظهر مشكل جديد يعيق هذا التقدم وهو رفض سكان المناطق المجاورة لبعض المزارات الدينية فكرة تهيئتها وتأهيلها، مثلما حدث في محافظة الكرك بالمزار الجنوبي حيث رفض السكان الفكرة جملة وتفصيلا وهو ما يستوجب تغيير هذه الدهنيات، واطلاع الأهالي عن فوائد عمليات التأهيل والتطوير في دعم الاقتصاد الوطني.
تنقسم أغلب المعالم السياحية الدينية في الأردن الى قسمين: الاول يخص المعالم الإسلامية والثاني يخص المعالم المسيحية. بالنسبة للمزارات السياحية الإسلامية فتشمل مواقع معارك كبرى في التاريخ الإسلامي، مثل موقع معركة مؤتة وموقع معركة اليرموك الشهيرة التي تغلب فيها المسلمون على الروم. كما تعد أضرحة الصحابة الكرام المتعددة والتي تنتشر على كامل أنحاء البلاد مواقع مثالية للزيارات الدينية للمسلمين.
بالنسبة للمواقع الدينية المسيحية فهي منتشرة وبكثرة وتشمل كنيسة العذراء في مأدبا، كنيسة سيدة الجبل في عنجرة، موقع الحج المسيحي مار الياس، جبل نيبو والمغطس وغيرها الكثير.
تعد المعالم السياحية الدينية ذات أهمية كبيرة لدى الأفراد، حيث أنهم متعلقون بها بشدة ويبحثون عنها في كل مكان. وبما ان الاردن يمتلك مزارات سياحية متعددة لأكبر الديانات في العالم مثل الإسلام والمسيحية فان الاهتمام بهذه المزارات وتهيئتها بالطرق والفنادق والمطاعم والكافيهات ومختلف عناصر البنية التحية سيجعلها وجهة مطلوبة لدى ملايين السياح وهو ما يساهم في دعم الاقتصاد الأردني بحصة كبيرة من العملة الصعبة والترويج السياحي الذي تحتاجه البلاد. كما يجب دراسة تاريخ هذه المزارات السياحية الدينية التي تخص الديانة المسيحية والاسلام وتكوين أدلاء سياحيين أكفاء لتعريف الزوار بهذه الأماكن وأهميتها التاريخية والدينية.
في نفس الوقت، يجب الاعتناء بقطاع الصناعة التقليدية الذي يتوافق مع السياحة الدينية وتوفير ورشات كبيرة للحرفيين لتطوير المصنوعات اليدوية وفق المعايير الدولية. توفر مبيعات التذكارات من المصنوعات اليدوية للصناعة التقليدية في المعالم السياحية مبالغ كبيرة لابد من الاستفادة منها، لان اغلب السياح القادمين يفضلون الاحتفاظ بشيء للذكرى وشراء هدايا من هذا النوع لأقربائهم وأصدقائهم للعودة بها الى الوطن.
كما يُعد التعريف بالمعالم السياحية الدينية والترويج لها على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية في غاية الأهمية. تعتبر فكرة انشاء موقع سياحي متخصص في التعريف بالمزارات السياحية الدينية خطوة ممتازة للبدء في استراتيجية دعائية كبيرة، للتعريف بهذه المناطق في الاردن وأهميتها التاريخية والدينية.
مقامات وأضرحة الصحابة رضوان الله عليهم في الاردن:
نظرًا لكون أرض الأردن مسرحًا للعديد من المعارك الكبرى للفتح الإسلامي، فقد شاءت إرادة الله عز وجل ان يُدفن بها عدد من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشرفوا أرضها باحتواء أجسادهم الطاهرة. وقد دأبت الحكومة الاردنية بتوجيه من الملك حسين بن طلال رحمه الله الى تهيئة أضرحة ومقامات الصحابة والشهداء للزوار عبر تطويرها وتسهيل الوصول إليها. ليس هذا فحسب فقد أمر أيضًا صاحب الجلالة بتهيئة مواقع السياحة الدينية المسيحية وهو ما جعلها تدخل ضمن قائمة السياحية الدينية في العالم.