لم تكن جولة الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي، فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، بمعرض الرياض الدولي للكتاب بروتوكولية على الإطلاق؛ كونها
لم تكن جولة الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي، فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، بمعرض الرياض الدولي للكتاب بروتوكولية على الإطلاق؛ كونها حققت أهدافًا مهمة لإبراز مخرجات المعرض، وتسليط الضوء على التطور الكبير الذي يشهده المعرض، والحراك الثقافي والعلمي الذي تشهده السعودية لتكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال وفهم الثقافة.
كما حقَّقت الجولة زخمًا ثقافيًّا عاليًا؛ إذ تضمنت نشاطات مكثفة، ليس زيارة جناح رئاسة الحرمين الذي كان محط إعجاب المرتادين فحسب، بل تدشين عدد من الكتب العلمية، منها فهرس نوادر الكتب المطبوعة في مكتبة المسجد النبوي، والطبعة الثانية من كتاب (نبض الفؤاد في شرح زاد المعاد)، والمجلد الخامس من كتاب (كوكبة الخطب المنيفة من منبر الكعبة الشريفة)، إلى جانب زيارة كلية الملك فهد الأمنية، والجناح العراقي (ضيف الشرف)، وزيارة جناح مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، فضلاً عن عدد من الأجنحة الأخرى بالمعرض.
ومما شهدته جولة "السديس" صورة مع أصغر زائرة؛ إذ اعتاد السديس خلال الجولة بعفويته وبساطته لقاء المرتادين، والحديث معهم، سواء الزوار من الشباب أو المعاقين والأُسر. كما التقى طفلة صغيرة، عمرها ست سنوات، والتقط صورًا معها.
وقال الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي خلال لقائه على منصة "الإخبارية" في المعرض: "إن البيت الحرام قِبلة للمسلمين على اختلاف أقطارهم وأمصارهم وأعراقهم وبلدانهم، في وحدة إسلامية جامعة، وقِبلة تتسامى أمامها كل النعرات وكل العصبيات وكل الطبقيات وألوان التمييز".
وفي معرض حديثه خلال جولته في جناح الحرمين مع الزوار أكد "السديس" حرص الرئاسة على تمكين المرأة وإعطائها مناصب قيادية؛ لتقود المرحلة المقبلة لخدمة قاصدي وزوار الحرمين. مشيرًا إلى أنه لأول مرة تشارك مرام المعطاني، وكيلة الرئيس لتمكين المرأة، في جناح رئاسة الحرمين بالمعرض، مُجسِّدة حضورها لتعزيز تمكين المرأة في ظل الجهود القائمة في الحرمين الشريفين لمواصلة العمل على تحقيق أقصى استفادة من الكوادر النسائية المتميزة، وتسخير جهودهن في خدمة الزوار والحجاج والمعتمرين، وفقًا لرؤية السعودية 2030، وهن حاصلات على درجتَيْ الماجستير والدكتوراه في مناصب قيادية عليا في الرئاسة، منهن مساعدتان للرئيس.
ونوه الشيخ السديس بأهمية وعِظَم رسالة الحرمين الشريفين، وإيصال رسالة الإسلام الصحيحة المبنية على التسامح والوسطية والاعتدال.
وزار الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الجناح العراقي "ضيف الشرف" المشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب، وأثنى على جهود القائمين بالمعرض وما لمسه من محتويات عريقة، تحكي عمق العلاقات التاريخية بين السعودية وجمهورية العراق، وأواصر المحبة والمودة بين الشعبين. وقدَّم منسوبو الجناح العراقي شرحًا موجزًا عن أبرز عناوينه ومحتوياته.
وفي جناح الرئاسة اطلع "السديس" على ما ضمه من محتويات، وخصوصًا القِسم الخاص بمقتنيات مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، الذي يضم مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة، وما يحويه المجمع من آليات وأجهزة حديثة متطورة في الحياكة والنسيج والصباغة، والمعروضات النادرة من المخطوطات، وإصدارات الرئاسة العلمية.
كما وقَّع "السديس" عددًا من الإصدارات العلمية، وفيلم مكتبة الحرم المكي الشريف، الذي قامت الرئاسة مؤخرًا بإصداره ونشره في مختلف المنصات. كما شارك في حياكة ثوب الكعبة المشرفة، وتوزيع الهدايا على زوار جناح الرئاسة بمعرض الكتاب، مشيدًا بجهود منسوبي الرئاسة المشاركين بالجناح، ومعبرًا عن سروره بما شاهده من أعمال، سواء إبراز الإصدارات العلمية، والمخطوطات النادرة.
وتجوَّل الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي في جناح مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب المشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب، واطلع على الإصدارات العلمية والفكرية الخاصة بمركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب (مجلة التحالف، نشرة "متحالفون"، وقراءة في كتاب تقارير دولية)، كما استمع لشرح موجز عن التحالف وأبرز أدواره في محاربة الإرهاب.
وأوضح "السديس" أن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يعدُّ واجبًا لحماية الأمة من الأفكار الضالة والمسالك المنحرفة والتكفير، ويحقق الوسطية والاعتدال، ويعزز الأمن الفكري والوحدة الدينية واللحمة الوطنية، مؤكدًا أن أمتنا الإسلامية تسعى إلى بناء الفكر الصحيح، وتحقيق السلوك القويم، وحماية الفكر والعقل من الأفكار المهمة، وكشف المذاهب المنحرفة.
مصدر الخبر: سبق