دعا أستاذ طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، إلى عدم تجاهل حالات الأطفال التي تظهر عليها بوادر ال
دعا أستاذ طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، إلى عدم تجاهل حالات الأطفال التي تظهر عليها بوادر البلوغ المبكر؛ لبحث المسببات والتدخل المبكر، بجانب كيفية الوقاية من حدوث البلوغ المبكر عند الأطفال بسبب العوامل الخارجية؛ لتمكين الأطفال من النمو الصحيح، حتى تصبح أطوال قامتهم مماثلة لطول القامة عند البالغين الطبيعية.
وقال الأغا: إن حالات البلوغ المبكر تستوجب البحث لمعرفة المسببات والتدخل العلاجي حتى ينمو الطفل بالشكل الصحيح؛ إذ إن البلوغ هو عملية يتغير فيها شكل الجسم وتحدث بعض التغيرات الهرمونية لجسم الفتاة والذكر، ومنها زيادة هرمون التستوستيرون عند الذكر وهرمون الإستروجين عند الأنثى، ويسمى هذا بالنمو الجنسي، أما في حالة زيادة الكتلة العضلية والتغيرات في الأوتار الصوتية، مثل خشونة صوت الذكر يسمى بالنمو الجسدي، وتحدث فترة البلوغ من 8 سنوات حتى 12 عامًا، وتبدأ عند الذكر من سن 9 إلى سن 14 عامًا، وتكون له مراحل.
ولفت الأغا إلى أن هناك أنواعًا للبلوغ المبكر، وهي: البلوغ المبكر المركزي، وهو الذي يعتمد على إفراز هرمون GNRH الذي يفرز من غدة تحت المهاد من الدماغ، ويكون إفرازه في وقت مبكر؛ مما يؤدي إلى زيادة هرمونات الغدة النخامية ومن ثم هرمونات المبايض لدى الفتيات، والخصيتين لدى الذكور؛ مما ينتج عنه بلوغ مبكر مركزي.. والبلوغ المبكر الطرفي، وهو الذي ينتج عن زيادة الغدد الطرفية، وليس المركزية؛ بمعنى أن يكون البلوغ ناتجًا عن زيادة إفرازات هرمونات الغدة الكظرية (الأندروجين) أو زيادة هرمون الإستروجين المفرز من المبايض بسبب أورام أو أكياس في المبيض، ونفس الشيء عند الذكور حيث يفرز هرمونات الأندروجين (التستستيرون من الخصية).. والنوع الثالث هو البلوغ المشترك، ما بين البلوغ المركزي والبلوغ الطرفي.
وعن العوامل المؤثرة في البلوغ الطبيعي، تابع قائلًا: هناك عدة عوامل منها الوراثة التي لها دور في تحديد عمر البلوغ لدى الجنسين، إلى جانب العِرق؛ حيث إن بعض الشعوب تتأخر في البلوغ مثل اليابان أو الصين، وفي البعض الآخر يحدث البلوغ مبكرًا مثل شعوب المناطق الحارة، وثالثًا سوء البدانة التي تلعب دورًا رئيسيًّا في البلوغ المبكر، وخصوصًا لدى الإناث؛ حيث إن الخلايا الدهنية تفرز ببتيد الليبتين الذي من شأنه تحفيز محور منطقة ما تحت المهاد- الغدة النخامية- الغدد التناسلية، ورابعًا العوامل البيئية التي تلعب دورًا مهمًّا في موعد بدء البلوغ لدى الإناث، مثل وجود هرمون الإستروجين النباتي في المحاصيل الزراعية، ومنتجات اللحوم الحيوانية، وكذلك الإستروجين الصناعي في المنتجات البتروكيميائية مثل: البلاستيك، والنايلون، وجميعها أدت إلى تغيير مواعيد البلوغ لدى الإناث بشكل ملحوظ، وساهمت في حدوثه مبكرًا؛ مما أصبح يشكل إزعاجًا لكثير من العائلات، إلى جانب زيادة استعمال الكريمات أو المراهم المحتوية على الإستروجين أو التستوستيرون أو غيرهما من المستحضرات المحتوية على هذه الهرمونات (مثل الأدوية أو المكملات الغذائية التي يستعملها البالغون)؛ فهي تزيد من خطر إصابة الطفل بالبلوغ المبكر.
وقال الأغا: إن العلاج يعتمد على معرفة سبب الحدوث، ويكون الهدف الرئيسي من العلاج هو تمكين الطفل من النمو الصحيح؛ فأهم الأضرار السلبية للبلوغ المبكر هي قِصَر القامة المستقبلي؛ حيث إنه خلال فترة البلوغ المبكر تكون القامة طويلة، والإغلاق السريع لفجوات العظم يمكن أن يؤدي إلى توقف النمو في وقت مبكر، وبالتالي قصر القامة لاحقًا، بجانب الضغوط النفسية والاجتماعية والسلوكية بسبب التغيرات الجسدية والهرمونية الناتجة عن البلوغ المبكر والتي لا خبرة للأطفال بها؛ إذ قد يتعرض الأطفال للاستهزاء من قِبَل أقرانهم بسببها، أيضًا صعوبة تكيف الإناث اللواتي يصلن إلى الحيض قبل عمر 9 سنوات، مع ارتداء الفوط الصحية وتغييرها.
مصدر الخبر: سبق