أسرار خطة الإمارات والسعودية لاحتلال قطر عام ٢٠١٧، ودور الكويت وأمريكا في وقف وإفساد مخطط غزو الدوحة
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الرئيس دونالد ترمب "رفض بشدة" مقترح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، غزو قطر عام 2017.
جاء ذلك في تقرير للمجلة تناولت فيه الأزمة الخليجية بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، من جهة أخرى.
وقالت المجلة إنه "في مكالمة هاتفية بتاريخ 6 من يونيو/ حزيران 2017، بين الملك سلمان والرئيس ترمب، رفض الأخير بشدة مقترحا سعوديا لغزو قطر".
وأضافت أنه "بعد ذلك مباشرة، طلبت الولايات المتحدة من الكويت، التوسط لحل الأزمة داخل حدود دول مجلس التعاون الخليجي".
وأكد الرميحي في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر"، السبت، "من المؤسف أن يكون الخيار العسكري مطروحا أمام دول من منظومة مجلس التعاون الخليجي تجاه دولة عضو في هذه المنظومة التي قامت أصلا على الأمن الجماعي، وعلى أن يكون هناك تحالف ما بين هذه الدول".
وأضاف: "أكدنا منذ البداية على أن التهم التي حاولت إلصاقها بنا دول الحصار ما هي إلا لخلق مبررات لتحقيق أهداف أخرى أكبر تغامر بمستقبل المنطقة وشعوبها".
وتابع: "الخيار العسكري الذي كشفت عنه المجلة الأمريكية يعزز ما قاله سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي، في البيت الأبيض بتاريخ 7 من سبتمبر/أيلول 2017، عن نجاح الوساطة الكويتية في وقف التدخل العسكري ضد قطر".
وتابع الرميحي: "عدم نفي المملكة العربية السعودية حتى الآن لما كشفت عنه المجلة الأمريكية يشير إلى حقيقة ما حدث، وهو أمر في غاية الخطورة على أمن واستقرار المنطقة"، مشدداً على أن "الخيار العسكري الذي كان مطروحا أمام دول الحصار يخالف القانون الدولي، وكافة المواثيق التي قبلنا بها كدول في هيئة الأمم المتحدة لحل الخلافات بالطرق السلمية، كما يعبر بوضوح عن سياسة مغامرة غير مسؤولية شبيهة بالتي قادت المنطقة إلى حالة عدم الاستقرار مطلع تسعينيات القرن الماضي".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد كشفت، في مايو/أيار 2019، أن الجيش السعودي أعد في عام 2017 خطة لغزو دولة قطر.
وأوضحت الصحيفة أن السيطرة على حقل الغاز القطري كانت ستجعل السعودية ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بين ليلة وضحاها، وأشارت إلى أن خطة السيطرة على الحقل كانت جزءا من مخطط أكبر لإنهاء النزاعات الحدودية بين البلدين، وفق ما ذكره مسؤولون أمريكيون وسعوديون وقطريون.
وقالت الصحيفة إن رؤية ولي العهد السعودي للعام 2030 التي تهدف إلى تصدير الغاز بحلول هذا العام، كانت من الأسباب التي دفعته للتفكير في غزو قطر.
وأكدت الصحيفة آنذاك، نقلا عن مصادرها، أن المسؤولين الأمريكيين أقنعوا الرياض بأن غزو قطر سيشكل خرقاً سافراً للنظام الدولي، وأضافت أن ذلك دفع السعودية وحلفاءها إلى شن حصار اقتصادي على قطر، بعدما اتضحت صعوبة الإقدام على خطوة الاجتياح العسكري.
وفي فبراير/ شباط 2018 قال وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية إن قطر تمكنت من إحباط خطط السعودية والإمارات لغزوها، مؤكدا حرص بلاده على إنهاء الأزمة عبر حوار غير مشروط.
وأشار الوزير -في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية- إلى أن السعودية والإمارات حاولتا استخدام وسائل شتى ضد قطر، من بينها إثارة القبائل واستخدام من وصفهم بالدمى للإطاحة بقادة قطر.
كما كشف موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي أن السعودية والإمارات كانتا تخططان لغزو قطر عسكريا في صيف 2017، لكن مساعي وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيلرسون أثنت البلدين عن تفعيل مخططهما، وهو ما قد يشكل أحد أبرز أسباب إقالة تيلرسون من منصبه في وقت لاحق.
وذكر الموقع، نقلا عن مصادر استخبارية وفي الخارجية الأمريكية، أن تيلرسون تدخل لوقف مخطط سري سعودي إماراتي لغزو قطر عسكريا، في يونيو/حزيران 2017.
ودخلت الأزمة الخليجية عامها الرابع، في 5 من يونيو/حزيران الماضي، على خلفية قطع الدول الأربع علاقاتها مع قطر، وفرضها عليها "إجراءات عقابية" بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.
وتبذل الكويت جهودًا للوساطة بين طرفي الأزمة، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق اختراق يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، وهي: قطر، والسعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين وسلطنة عمان.