ود، صداقة، وما صنع الحداد.. هكذا علاقة ميركل بـ3 رؤساء أميركيين سابقين...
تبادلت الحديث الودي مع الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش في حفل شواء دعته إليه في ألمانيا، وضمتها روح طيبة وصداقة متينة مع باراك أوباما ولكن كان بينها وبين دونالد ترامب ما صنع الحداد. هذه السطور القليلة تلخص علاقة المستشارة انغيلا ميركل مع الرؤساء الأميركيين السابقين في الوقت الذي وصلت فيه إلى واشنطن لمقابلة الرئيس الأميركي جو بايدن في أيامها الأخيرة لها في المنصب.
على مدار الست عشر عامًا في منصبها، عاصرت ميركل عددا لا يحصى من نظرائها الأجانب، بما في ذلك ثلاثة رؤساء أميركيين سابقين، فقد قادت ألمانيا خلال السنوات الثلاث من ولاية بوش الثانية، وجميع السنوات الثماني لأوباما، والأربع سنوات المضطربة في عهد ترامب.
وعندما تولت ميركل منصبها في عام 2005، كانت العلاقة بين البيت الأبيض والمستشارية الألمانية في أدنى مستوياتها. في عامي 2003 و2004، افتعل بوش صداماً مع سلف ميركل، جيرهارد شرودر، حول غزو أميركا للعراق بسبب عدم مشاركة ألمانيا (أو عدم تورطها) في تلك الحرب. وساءت الأمور لدرجة أن وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك، كوندوليزا رايس قالت إن هناك «جو مسموم» بين الحكومتين.
جاءت ميركل إذن كفرصة لبداية جديدة مع بوش والذي انتهزها بكل سرور. وبعد الاجتماع الأول بينهما في البيت الأبيض في عام 2006، أبدى بوش إعجابه بنظيرته الألمانية، قائلاً إنها منحته «فرصة منعشة حقًا للعمل معها» وإنه «سعيد» للتعاون معها.«وقال أيضاً في ذلك الوقت: لدينا الآن فرصة لبدء فصل جديد في علاقتنا.
وعلى غرار أسلوب بوش المنفتح، كان لدى ميركل علاقة دافئة وسهلة معه. وزار بوش ولاية مكلنبورغفوربومرن، مسقط رأس ميركل في عام 2006، حيث تناول الاثنان الشواء وقاما بجولة في منطقة ميركل البرلمانية. ورد لها الجميل في عام 2007، عندما دعاها إلى كروفورد بتكساس لزيارة غير رسمية في مزرعة عائلة بوش.
هذا الجد لم يخلو عن الهزل، فخلال قمة مجموعة الثماني في سانت بطرسبرغ في عام 2006 جاء بوش متربصاً من خلفها وضربها على كتفها بسرعة في مشهد ساخر، وهو ما ردت عليه بانزعاج واضح ولكنها تقبلت روح دعابة نظيرها. واستقطب ذلك المشهد العناوين الرئيسة للصحف العالمية في ذلك الوقت.
أوباما: شراكة وثيقة ومزدهرة
في شهوره الأخيرة في الرئاسة سافر أوباما الى برلين في زيارة خاصة لوداع ميركل. وخلال تلك الرحلة، في نوفمبر 2016، وصف أوباما ميركل بـالشريك المتميز ىوأشاد بنزاهتها، وصدقها، وفكرها السديد، قائلاً إنه إذا كان ناخبًا ألمانيًا، فسيختارها بالتأكيد لولاية أخرى. وبحلول الوقت الذي ترك فيه منصبه في عام 2017، أقام السياسيان علاقة مليئة بالنية الحسنة والتفاهم المتبادل.
ترامب: تحول لـ 180 درجة
عندما زارت ميركل ترامب في البيت الأبيض بعد أشهر قليلة من توليه منصبه، في مارس 2017، جلس الاثنان بالقرب من بعضهما في المكتب البيضاوي لالتقاط صورة. عندما طلب الصحفيون من ترامب مصافحتها، التفتت ميركل إلى ترامب وسألت،.. هل تريد المصافحة حقاً؟،«لكن ترامب تجاهل طلبها في استهجان واضح وقال للصحافيين.. شكرًا لكم، شكرًا.
وخيمت تلك اللحظة على علاقتهما على مدى السنوات الأربع التي تلت ذلك، وتلخصت في سلسلة من سوء التواصل والخلافات الأساسية ونقص الدفء الشخصي. وقال السياسي في الحزب الديمقراطي المسيحي، بيتر باير «تحولت العلاقة الشخصية 180 درجة من أوباما إلى دونالد ترامب وكان ذلك تحديًا للجميع».
كانت تعليقات ترامب بشأن ميركل خلال حملته الانتخابية عام 2016 قد مهدت لعلاقة وعرة بينهما عندما علق في معرض حديثه عن قرار ميركل بالسماح لأكثر من مليون لاجئ بدخول ألمانيا،«يجب أن تخجل من نفسها» وعندما اكتشف أن ميركل قد حصلت على لقب شخصية العام لمجلة تايم، غرد ترامب،«لقد اختاروا شخصًا يدمر ألمانيا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
مصدر الخبر: sawahhost